أسباب وعلاج العصبية عند الأطفال
العصبية عند الأطفال شكوة الكثير من الأمهات، وقد يرى البعض أن الطفل لا يوجد لديه إنفعالات تخص الغضب لذلك يتم التعامل مع هذا الطفل على أساس أنه لا يعي الأشياء من حوله، لكن أثبتت الأبحاث العلمية عكس هذا الإعتقاد السائد تماما.
حيث أن الطفل منذ أن يدرك البيئة الخارجية يظل في حالة من المراقبة لكل الأفعال ولكل الأشخاص لأنه يكون في مرحلة إكتشاف عالمه الجديد، ومن خلال هذا المقال المقدم من موقع ماميتو سوف نعرض لكِ سيدتي الأسباب الحقيقية وراء العصبية عند الأطفال كما سوف نقدم أيضاً طرق العلاج.
أولاً: أسباب العصبية عند الأطفال :-
هناك عدة أسباب هى التي ينتج عنها العصبية عند الأطفال منها النفسي ومنها العضوي وسوف نعرض كل الأسباب بالتفصيل فيما يلي :
1. الوحدة :-
عندما يشعر الطفل إنه وحيد ويفتقد الحنان وإهتمام من حوله فإنه يشعر بالعزلة مما يتسبب في إصابته بالعصبية الشديدة.
2. الإضطهاد :
كثير من الأطفال يشعرون بأنهم مضطهدون وقد يكون هذا الشعور لا أساس له من الصحة ولكنه يتحكم بشكل كبير في سلوكهم العصبي ويحدد نفسيتهم ومن ثَم يصابون بالعصبية، وقد يكون هذا الإضطهاد من الأشقاء أو من الأصدقاء بالدراسة أو من الأب أو الأم.
3. الإجبار :
إجبار الأطفال على فعل أشياء وعدم وضعهم في محل إختيار، قد يلجأ الآباء والأمهات إلى فرض رأي على أطفالهم وهذا يسبب للطفل ضغط شديد عصبياً فتجده لا يتقبل ولا يتحمل أي أمر من الوالدين، لأن الطفل يحب أن يختار لنفسه ملابسة ولعبه.
حتى وإن كانت لا تناسبه فإختيار الألعاب هو القرار الأول الذي يأخذه الطفل عندما ينمو عقله بنسبة معينة وهذا ما أكده علم الإجتماع التربوي من خلال الأبحاث التي تمت على هذا الأمر.
4. التدليل المبالغ فيه :
يعد التدليل المبالغ فيه للأطفال من أكثر العوامل التي تعمل على خلق شخصية غير سوية عند الكِبر، فنجد أن الطفل المدلل غالباً ما يصبح شخص أناني مسيطر وعصبي، لأنه لا يقبل الرفض من الآخرين لأي شئ من رغباته أو طلباته الشخصية.
5. رؤية الطفل لمشاجرات أبويه :
إن وجود الطفل وإستماعه ومشاهدته لأي مشاجرة تحدث بين أبيه وأمه له أثر سلبي كبير على نفسيته وتشكيل شخصيته، فنشأة الطفل في مثل هذه البيئة المليئة بالصراعات وعدم شعوره بالهدوء النفسي والإستقرار يؤثر فيما بعد على تكوين شخصيته الهادئة وحفاظه على سلامهُ الداخلي.
اقرئي أيضاً :- طرق علاج الكذب عند الاطفال واسبابه
6. كبت مشاعر الطفل :
حرمان الطفل من حرية التعبير عن المشاعر الداخلية خطأ كبير تقع فيه معظم الأمهات وهو منع الطفل الذكر من بعض التصرفات تحت مسمى ” أنت رجل ” مثل البكاء والحزن.
وحب الأشياء بصورة كبيرة، إن هذه التصرفات أثبتت الأبحاث النفسية في باريس أنها تجعل الطفل مضغوط نفسياً.
بحيث يعمل جهازه العصبي على كبح جماح إنفعالاته الطبيعية فيتعرض الطفل لمشاكل نفسية كبيرة في سن مبكر فيشب على أن هناك إنفعالات لا يجب أن يعبر عنها، فتتولد داخله طاقة ينفث عنها بعصبيته المفرطة.
7. الأمراض العصبية والنفسية :
الإصابة ببعض الأمراض تؤدي إلى عصبية الأطفال بطريقة مفرطة ومنها الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية.
وكذلك النقص الحاد في فيتامين د، وخاصةً في بدايات عمره وهناك أيضاً بعض الأمراض العصبية والنفسية التي تؤدي إلى العصبية عند الأطفال مثل الصرع وأيضاً إصابة الطفل بالتوحد، فنجد أن الطفل المتوحد من أكثر الأطفال عصبية على الإطلاق.
ولابد أن تعرفي سيدتي أن هناك بعض العوارض المؤقتة تعمل أيضاً على زيادة العصبية لدى طفلك مثل إصابته بالإمساك أو الإلتهابات الحادة في الزور أو اللوزتين أو شعوره بآلام البطن.
ثانياً : علاج العصبية عند الأطفال :-
بعدما عرضنا الأسباب التي تؤدي إلى عصبية الأطفال أصبح من السهل على كل أم أن تعالج تلك المشكلة على حسب السبب الذي أدى إلى إصابة طفلها بالعصبية.
وقد تجتمع أسباب عديدة وليس سبب واحد لذلك على الأم أولاً وأخيراً أن تلاحظ متى يصبح طفلها عصبي، وبصفة عامة نقدم لكِ أهم الحلول التي يمكن أن تساعدك لمعالجة نوبات عصبية طفلك وهى كالتالي :
1. على الآباء العمل على جعل الطفل يشعر دائماً بأنه جزء هام من حياتهم وأنه محط حب وإهتمام، فذلك سوف يجعله يشعر بالكثير من السلام النفسي والإستقرار الداخلي.
2. إذا كان سبب عصبية الطفل إصابته بالغدة الدرقية أو التوحد أو الصرع أو نقص مرضي لفيتامين د فعلى الأسرة التوجه به فوراً إلى الطبيب المختص، لأن هذا سوف يساعده كثيراً على تخطي مشكلة العصبية.
3. على الأم والأب أن يعطوا لطفلهم فرصة كبيرة حتى يعبر عن رأيه الخاص فيما يكره أو يحب، كذلك لابد من مشاركة الطفل في الأشياء التي يحبها وعلى الآباء والأمهات أن يخصصوا وقت معين يشاركوا الطفل فيه هذه الإهتمامات.
4. على الآباء والأمهات عدم تفضيل طفل عن الآخر داخل الأسرة وأن تسود روح العدل والمساواه بين كل الأفراد حتى يشعر الطفل بأمان داخلي ويعرف كيف يكتسب الثقة في نفسه.
فعلى الأم عدم ذِكر محاسن أطفال آخرين أمام طفلها وإن كان لابد عليها ذلك فيجب ذكر محاسن طفلها أيضاً أمام الآخرين.
ثانياً : علاج العصبية عند الأطفال :-
5. على كل أسرة تدريب طفلها على أن يتحكم في نوبات عصبيته.
وذلك من خلال مناقشة الأمر معه وطرح بعض الحلول مثل تركه بمفرده حتى يشعر بالهدوء.
أو ضمه بحُب وإخباره بشكل مبسط أن العصبية والغضب ليسوا من الصفات الحميدة.
وأنه لابد أن يساعدهم في التخلص منهم.
فإن زاد الأمر بعد هذه المناقشة على الآباء أن يجعلوا هناك عقاب للطفل.
ولكن قبل بداية تطبيق العقاب لابد من إخبار الطفل بسبب ذلك العقاب حتى يتعلم أن ما يفعله ليس بالشئ المستحب.
شاهدي أيضاً :- علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال
6. على الأم والأب أن يعملوا على عدم وجود الطفل أثناء المشاجرات بينهم بل أن عليهم أن يشعروا الطفل أن هناك سلام بينهم وحب وتفاهم.
وتجنب حضور الطفل لأي من المشاجرات الحادة التي قد تسبب له أزمة نفسية ينفث عنها عن طريق العصبية.
7. على الأسرة مراقبة أطفالهم فيما يشاهدونه على التليفزيون أو من خلال هواتفهم المحمولة.
فهناك العديد من البرامج والأفلام التي تعمل على زيادة عصبية الطفل.
لذلك إهتمي سيدتي بأن يحظى طفلك بألعاب تنمي ذكائه مثل المكعبات والصلصال.
لأن تلك الألعاب يستطيع الطفل من خلالها أن يتخلص من طاقته الكبيرة.
ثانياً : علاج العصبية عند الأطفال :-
8. لابد من إعطاء الطفل مساحته الواسعة للتعبير عن مشاعره.
وأحساسيه حتى لا يصاب بالكبت ومن ثَم سيصاب بالعصبية المفرطة ولن تستطيعي سيدتي أبداً إيقاف تلك المشكلة.
9. على الآباء والأمهات أن يكونوا القدوة الحسنة في الأفعال والتصرفات.
والتحكم في الغضب والعصبية أمام أطفالهم، فالطفل يتعلم ويحاكي أمه وأبوه في كل شئ سواء في الصفات الحميدة أو الصفات السيئة.
10. عليكي سيدتي عدم تدليل الطفل بشكل مفرط وإدراك أن هناك شعرة بين الإغداق في الحب والحنان والتدليل.
فإن لاحظتي بأن طفلك مصاب بالعصبية.
وسرعة الغضب نتيجة تدليلك فعليكي ضبط الأمر بطريقة حكيمة وعمل عقاب يناسب الفعل العصبي الذي يقوم به الطفل.
:: لا تنسي مشاركة المقالة حتى تستفيد كل الأمهات بتلك النصائح الغالية، وأيضاً مشاركتنا تجربتك مع طفلك ::