متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة

متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة، يعد هذا السؤال من الأمور التي تشغل أولياء الأمور وخاصة بالنسبة لطفلهم الأول، واعتبارهم أن تلك المهمة ليست باليسيرة.

ومن المعتقدات الشائعة في ذلك الصدد أنه كلما تأخر تعليم الطفل للقراءة والكتابة كلما كان التعليم أسهل.

لكنه اعتقاد عار عن الصحة، بل أنه كلما تم تعليم الطفل للقراءة والكتابة مبكراً كلما كانت النتيجة أفضل.

عملية التعليم

حال الرغبة في مناقشة متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة، تظهر ضرورة التعرف على مفهوم عملية التعليم.

والتي تعرف على أنها تلك العملية المعنية باستخدام مختلف طرق التدريس لتقديم القيم والمعارف الموجودة بالمجتمع من خلال أماكن التعليم المختلفة مثل المدارس أو الجهات الأخرى المهتمة بالتعليم.

وقد أشار علماء الاجتماع بأن عملية التعليم تتشابه كثيراً مع التنشئة الاجتماعية، حيث أن الطفل يولد دون ثقافة أو خلفية مجتمعية أو قيمية.

ويعد التعليم هو المسؤول عن توجيه الأطفال وإرشادهم وإكسابهم السلوكيات المرغوب فيها، ويتم تقديم التعلم للأطفال بشكل تدريجي وفقاً لاستيعابهم ونموهم العقلي مع مراعاة الفروق الفردية بينهم.

يتم تعريف عملية التعليم أيضاً على أنها عملية اتصال وتواصل متكاملة الأركان يكون فيها المعلم هو المرسل والمتعلم هو المستقبل، مع استخدام مختلف الطرق والاستراتيجيات التعليمية لتوصيل المادة العلمية.

شاهد من هنا: تعليم الطفل القراءة بسهوله

متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة

في بداية الإجابة عن السؤال المطروح حول متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة، لابد من إدراك أن تلك العملية لا تعد من الأمور التي يستهان بها.

بل إنها على قدر من الصعوبة والدقة، حيث أنها تتطلب تطوير بعض المهارات والعمليات العقلية لدى الطفل.

وتحتاج للتعامل معها بشكل تدريجي معين، حيث أن اتباع الخطوات الخاصة بها يسير مع تطور بعض الوظائف الدماغية لدى الطفل.

وهنا يجدر الإشارة إلى أهم المراحل التي يسير وفقها تعليم الطفل عمليتي القراءة والكتابة تبعا لعمره العقلي والزمني، والتي تتمثل فيما يلي:

الطفل ما بين عامه الأول والثاني

أثناء تلك المرحلة العمرية يستطيع الطفل أن يكتسب المهارات المتمثلة فيما يلي:

  • أن ينظر إلى بعض الصور ويقوم بتسمية المألوف له منها، مثل الباب والقطة والكلب والطفل.
  • أن يجيب على الأسئلة التي قد تعقب القصة أو الكتاب الذي ينظر إلى صوره.
  • ووأن يضع الكتاب المفضل له في مقدمة الكتب.
  • أن يتظاهر بقراءة الكتب.

الطفل ما بين العام الثالث والرابع من العمر

خلال هذه الفترة تتطور لدى الطفل العديد من المهارات، وهي كالتالي:

  • يتمكن من إدراك الاتجاه المتبع لقراءة الكلمات سواء من اليمين إلى اليسار أو العكس.
    • وأن الصفحات تتم قراءتها من الأعلى إلى الأسفل.
  • يحاول أن يقرأ القصص الملونة القصيرة.
  • يستطيع أن يعرف ما يعادل نصف الحروف الهجائية.
  • ويستطيع أن يدرك التطابق بين صوت الحرف والحرف نفسه.
  • يستطيع التعرف على الكلمات الشائعة على اللافتات.

الطفل في الخامسة من عمره

يشهد ذلك العام تطورًا ملحوظًا في وظائف الطفل الدماغية؛ لذلك يستطيع تطوير المهارات العقلية التالية:

  • يستطيع أن يطابق الحرف مع صوته مثل باء بيت.
  • يقوم بتمييز الحرف الأول من كلمات جديدة يستمع إليها للمرة الأولى.
  • يستطيع أن يحدد صوت الحرف في بداية الكلمة ووسطها ونهايتها.
  • استخدام اللعب التعليمي، كأن يحاول التعرف على الحرف المحذوف من إحدى الكلمات.
  • يستطيع أن يشير إلى الكلمات التي يستمع إليها، مع مراعاة اختيار كلمات بسيطة من مقطع واحد لا تتجاوز الثلاثة أحرف.
  • يمكن عرض إحدى القصص المصورة على الطفل، والتي قد تتضمن صورة شائعة مثل صورة الأسد على أن ينظر لمحتوى القصة ويشير لكلمة أسد.

الطفل في السادسة من عمره

في هذا العمر من الممكن أن يكتسب الطفل بعض المهارات الأكثر تعقيدا، والتي تتمثل فيما يلي:

  • يستطيع التعرف على القواعد الإملائية للكلمات وقراءة الكلمات متعددة المقاطع.
    • فضلاً عن زيادة سرعة القراءة.
  • يبدأ في البحث عن ماهية الكلمات التي يقرأها للمرة الأولى خلال السياق.

اقرأ أيضًا: طريقة علاج صعوبات التعلم عند الأطفال

طرق تعليم القراءة والكتابة

في سياق مناقشة متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة، تظهر ضرورة إرساء دعائم التطوير اللغوي لدى الطفل.

وذلك من خلال المحاورة المستمرة، وقراءة القصص، وهناك مجموعة من الخطوات الواجب اتباعها لتعلم القراءة والكتابة، والمتمثلة فيما يلي:

السياق

حيث يمكن البدء ببعض الأشياء المرتبطة بالطفل مثل اسمه، حيث يعمل ذلك على تعزيز تعلم المطابقة بين الحرف وصوته خلال السياق.

والحديث عن شكل الحرف وسماع صوته ومحاولة رسم الحرف باستخدام الصلصال والمجسمات المغناطيسية للحروف، بالإضافة لتعليم الطفل كيفية نطق صوت الحرف.

الحروف والأصوات

يتم البدء بتعليم الطفل كيفية الربط بين شكل الحرف وصوته.

من خلال استخدام البطاقات الملونة والكتب المطبوعة.

بالإضافة للربط بين الحرف الأول من كلمات الصور الشائعة لديهم من خلال تنمية قدرتهم على التذكر.

تحليل ودمج الحروف

عقب إدراك الطفل لبعض الحروف يتم تعريفه بأصوات الحروف.

وكيفية دمجها معا لتكوين كلمات،  كما يمكن تحليل الكلمة الواحدة إلى حروف منفصلة مثل كلمة كلب إلى كاف ولام وباء.

 بناء المفردات

إن امتلاك الطفل للحروف الأبجدية لابد أن يتم توظيفه بصورة صحيحة للتعزيز من تطويره اللغوي.

فمن الممكن أن يتم القيام ببعض الأنشطة التعليمية التي تتضمن تكوين أكبر عدد ممكن من الكلمات من خلال مجموعة من الحروف.

كما يمكن استخدام بعض البرامج التي من شأنها تطوير مهاراته في القراءة وإنتاج مفردات جديدة.

الكتابة

في تلك المرحلة يتم استخدام استراتيجية الترميز اللغوي.

حيث أنه عقب إدراك الطفل لكيفية دمج الحروف لتكوين الكلمات وهجائها.

وإدراكه أيضاً لتحليلها إلى حروف منفصلة.

من الممكن استخدام ذلك في كتابة الكلمات بشكل مبدئي من خلال جمع الحروف المغناطيسية مجاورة لبعضها لتكوين كلمات.

أو البدء في استخدام القلم الرصاص أو أقلام التلوين لكتابة الحروف والكلمات التي سبق تعلمه لها.

أهم النصائح الخاصة بتعليم الطفل القراءة والكتابة

استكمالا لمناقشة متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة، يجدر الإشارة إلى أن القراءة والكتابة لا تعد أمور فطرية، بل هي مكتسبة ويتم إتقانها بالتعلم.

وتتطلب وجود استراتيجيات وطرق تدريسية محددة، وهناك بعض النصائح الواجب اتباعها عند تعليم الطفل القراءة والكتابة والمتمثلة فيما يلي:

  • التعليم بالغناء والإنشاد التعليمي.
    • والذي يعد من الطرق التعليمية الأكثر فعالية للطفل في مراحله التعليمية الأولى.
  • استخدام البطاقات التعليمية لتعليم الطفل الكلمات البسيطة وتعليقها على الجدران لتعزيز التعلم البصري لدى الطفل.
  • يطلب ولي الأمر من الطفل دائماً قراءة اللافتات بسيطة الكلمات ومحاولة ربط الحروف لقراءة الكلمات بشكل صحيح وخاصًة ذات المقطع الواحد.
  • ترديد الكلمات الشائعة لدى الطفل بهدف تحسين قدرته على الكلام بصورة صحيحة.
  • استخدام الألغاز والألعاب التعليمية والقصص الموجهة لتحسين القدرة على القراءة والنطق.
  • تنمية المهارات المتعلقة بالقراءة والكتابة والمتمثلة في الاستماع والتحدث والكتابة والقراءة.
  • تحسين قدرة الطفل على الربط بين الحروف وأصواتها من خلال كتابة الحرف على بطاقة، ثم يتم طلب نطقها من الطفل.
  • التصحيح المستمر لأخطاء القراءة والنطق التي قد يرتكبها الأطفال.

شاهد أيضًا: كيف ننمي عادة القراءة عند الأطفال

على ذلك تمت مناقشة متى يبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة، وتعريف العملية التعليمية.

وتدرج تعليم الطفل للقراءة، وأهم الطرق المستخدمة لتعليم الطفل القراءة والكتابة، وأبرز النصائح الواجب اتباعها لتعليم القراءة والكتابة

مقالات ذات صلة