طرق علاج الكذب عند الأطفال و أسبابه

طرق علاج الكذب عند الأطفال و أسبابه، الكذب عند الأطفال من المشاكل التي تضايق االأم، وتُسبب لها الحيرة في كيفية التعامل مع أطفالها، و في كيفية حل هذه المشكلة التي قد تزداد وتتطور لدى الأطفال، وقد ترافقه حتى يكبر.

قد تبدأ هذه العادات عند الأطّفال في سن صغير ليتهربوا من بعض الأمور السيئة التي يقومون بها، والطفل يجد أن هذه الطّريقة أسهل الطرق للتعامل مع مامته والأفراد الذين حوله لكي لا يتعرض للتوبيخ.

وقد تتعامل الأُمهات بطرق خاطئة منها أنها تضع طفلها دائماً في دائرة الشّك فلا تصدقه مهما قال، ولكن هل هذا الأسلوب صحيح ؟ لتعرفي كيفية التعامل مع الأطفال والخطوات التي يجب عليكم كأمهات أن تتخذوها أكملوا هذه المقاله.

أسباب الكذب عند الأطفال :-

يجب عليكي أن تعرفي الأسباب الرّئيسية التي تدفع الطفل إلى الكذب لتتمكّني من حلِ لهذه المشكلةِ من جذورها، ولمساعدة الأمهات في هذا الشيء سأذكر لكي أهمها :-

1. التربية الشديدة :-

طريقة التربية الشديدة والمتابعة بإستمرار للطفل، فقد يجد نفسه دائماً تحت المراقبة ولا يستطيع أن يقوم بأي شيء بمفرده.

2. التدليل الزائد :-

فقد تجدي أن الطفل الذي يقوم الأهل بتدليله أكثر من اللّازم، و يقومون بتنفيذ كل طلباته يميل أيضاً للكذب، ليجذب الإنتباه ويحصل على ما يحتاج من خلال الكذب والصراخ لأنهم يمتلكون حريّة أكثر من اللازم .

3. الغيرة :-

قد تدفع الغيرة الأطفال إلى الكذب، وخاصة من يولدون في عائلةٍ كبيرة، فقد لا ينال الإنتباه والرعاية الّتي يحتاجها فيقوم بإختراع الأكاذيب والأقاويل ليشد انتباه الأب والأم إليه.

4. الكذب لتفادي العقاب :-

وهو الكذب المنتشر في مرحلة الطفولة وبين الصغار، فقد يلجأ الأطفال للكذب على أهله أو معلميه في المدرسة أو الحضانه حتى يتفادى العقاب على ما فعله، ككسر القلم.

أو تناول الطعام وغيرها من الأشياء الصغيرة وغير المؤذية، ولكن قد يتجدد هذا الكذب وينمو مع الأطفال ليبقى معه في مرحلة شبابه، فقد يلجأ للكذب وإخفاء الحقيقة ليتفادى الوقوع في المشاكل في العمل أو مع الزوجة أو الأهل.

5. الكذب للحفاظ على الحُكم الذاتي :-

وهو من الأنواع الخاصّة في مرحلة الطفولة، فالأطفال يظنون بأن أهلهم يستطيعون قراءة أفكارهم في السنوات الأولي من عمرهم، لذلِك يلجؤن للكذب وتغيير الحقيقة حتى يروا رد فعل الأب والأم، ففي حالة عدم اكتشافهم الأمر، يبدأ الأطفال بإدراك عدم قدرتهم على قراءة أفكارهم.

وفي مرحلة المراهقة قد يلجأ المراهقين للكذب كوسيلة للتعبير عن استقلاليته عن والأب والأم، فيبدءو بإخفاء بعض الحقائق عن حياتهم الشخصيّة وتغيير بعض الوقائع حتى يثبت لهم بأنه لم يعد صغيرًا.

6. العدوانية :-

وهو يحدث عندما يلجأ الأشخاص للكذب ليؤذي الآخرين ويسبب لهم المشاكل، إن كان ذلِك بقصد أو بدون قصد، فالبعض يلجأ لهذا النوع حتى يحقق رغبته الشخصية، ككذب التجار بنوعية السلعة وجودتها حتّى يبيعها للمشتري وهكذا.

7. الكذب للشعور بالقوّة والثقة :-

فعندما يكذب الأشخاص يبدأ بالإحساس لديهم بالطاقة والقوّة إذ لم يكتشفهم أحد، وتجدد الرغبة بالكذب مرة ثانية، وهي من الحالات التي تصيب الأفراد الذين لديهم مشاكل نفسية بسبب توتر الحياة والأجواء من حولهم.

شاهدي أيضًا :- علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال

8. الكذب لمساعدة الآخرين :-

ويشار إليه في بعض الأوقات بالكذب الحميد أو الجيد، وتكون الغاية منه غالباً مساعدة الآخرين أو حمايتهم من الوقوع في المشاكل، كإخفاء الأخ سلوك أخيه السيء ليجنبه العقاب من قبل أبيه أو أمه.

ما هي أنواع الكذب؟

تتنوع أنواع استخدام الطفل للكذب باختلاف المواقف والمسببات التي يتعرّض لها، وبالتالي تنقسم أنواعه إلى ما يلي :-

1. الكذب المرضي :-

يحدث عندما يكون الكذب عادة مزمنة عند الأطفال، فيصبح من سماتهم الشخصية، وهو ناتج عن التّقصير في معالجة الكذب كظاهرة سلوكية مؤقتة في حال حدوثه، واستعمال الأساليب التربوية المناسبة التي تبعد الطفل عنه.

يدرك الأطفال مشروعية الكذب بتقليدهم لمن حوله من الكبار، حيث يظهر هذا النوع عند استعمال الأهل أساليب الكذب، فيقوم الأطفال بتقليد تصرف والديهم.

سواء كانت جيدة أم سيئة، فمثلاً عندما يأتي أحدهم لزيارة الأب، يطلب الأب من الأم إخبار الزوار بعدم وجود الأب في البيت، فالأطفال يراقبون ذلك.

ويدركون ما يحدث دون قصد الأهل إكسابه هذا السلوك، وبالتالي يكون الكذب هو أسلوب للتخلُّص من المشاكل.

3. الكذب الإدّعائي :-

قد يكون سبب استخدام الأطفال للكذب لغرض لفت الأنظار، وتدني المفهوم الذاتي، وتدني الثقة الأطفال بنفسهم، والإحساس بالنّقص أو التنشئة الأسريّة غير السليمة، وسوء الأوضاع المعيشية، والإحساس بالنقص أو الحرمان.

مما يؤدي بالطفل إلى ادعاءه بأنه يمتلك ألعاب كثيرة في غرفته، أو ذهابهم في رحلات متنوعة، ليظهروا أمام زملائهم بأنهم الأحسن، ويمتلك العديد من الأشياء.

4. الكذب الغرضي :-

يلجأ الأطفال إلى الكذب لتحقيق ما يريدون في حين معارضة السلطة لذلك، فيقومون بالكذب والإحتيال للحصول على غرضهم، فقد يطلبون الأموال لشراء ما يلزمهم  للمدرسة (في حين أنهم يذهبون لشراء الحلويات ).

أو أنهم يذهبون للمذاكرة مع أحد من زملائهم (وهم في الحقيقة يذهبون لممارسة الألعاب)، ويظهر هذا عند تشدد الأهل، وزيادة عقابهم لأبنائهم، وعدم تلبية احتياجاتهم التي يرغبون بها.

5. الكذب الإنتقامي :-

يظهر أحياناً بسبب الغيرة والشعور بالظلم، وينشأ كرد فعل انعكاسي لملاحظة الطفل التمييز الواقع من أحد الوالدين أو أحد الأشخاص في الأسرة بين الأبناء بشكل عام.

أو بتمييز المعلمين الأطفال عن بعضهم في البيئة المدرسية؛ فيكون الكذب الإنتقامي ملاذاً في مثل هذه الحالات، للإضرار بالمميز من الأشقاء أو الأقران حيث يعتبر ذلك كنوع من استرداد حقه، أو تحقيق للعدالة كما يراها الأطفال، أو انتقام لعدم وجود الفرص.

6. الكذب الخيالي :-

يظهر هذا النوع من الكذب عند الطفل الذي يتمتع بالخيال، وطلاقة اللسان، وسرعة في نمو القدرات اللغوية، وبالتالي قدرته على التعبير واختراق القصص والأحداث الخيالية غير الممكنة وغير الواقعية.

ويعكس ذلك زيادة في مستوى الذكاء، وقدرة الأطفال على خلق عالمهم الخيالي المتفرد من صنع أفكارهم الخاصة.

7. الكذب الوقائي :-

يلجأ الأطفال إلى الكذب في حال خوفهم من العقاب أو التوبيخ.

خاصةً إذا كانت شدة العقاب لا تتناسب مع الموقف، فيكذب الأطفال للدفاع عن أنفسهم.

ويظهر بشكل واضح عندما يكون الأب و الأم عقابهم قاسي، ويوقعون العقاب دون فهم ظروفهم ومسبباتهم.

8. الكذب الإلتباسي :-

يحدث عند الأطفال بعض الإلتباس بين الحقيقة والخيال، أي من الممكن أن يسمع الأطفال قصص خرافية ويقومون بتصديقها.

أو قصة واقعية أعجبتهم، فتمتلكهم تفاصيلها ويقومون بمعايشتها بخيالهم، ويعيدون سردها مع تغيير الشخصيات وبعض الأحداث.

أو أنهم يريون أحلامهم ويصدقون بأنها واقع، فيحكوها لمن حولهم.

إذًا فهذا النوع من الكذب مرتبط بالقدرات العقلية للأطفال.

ودائمًا ما تخفتي بتقدم الأطفال في المراحلة العمرية، وتجديد النضج العقلي.

وأخيراً طرق علاج الكذب عند الأطفال :-

1. لا تصفون أطفالكم بالكذب حتى و لو كان كذلك، لأنّه لن يتخلّى عن هذه العادة.

لإعتقاده بأن أي من محاولاته للتغيير لن يلاقى بعدها أي تشجيع.

لذلك لاحظوا محاولات أطفالكم بالتغيير، وساعدوهم في التغلب على هذه العادة السيئة.

2. توقّفوا عن تصديق كل ما يقوله لكم أطفالكم، وبينوا له بأنكم أذكى من أن تصدقوا كل ما يقوله.

واجعلوه يتحمل عواقب هذه الأكاذيب، لكي يقوم طفلك بالتفكير ملياً قبل أن يكذب.

ولكن العقاب لا يكون بالصراخ والضرب والإهانة، وإنما إشغلوهم بالألعاب الإلكترونية المفضلة والمصروف اليومي لوقت معين.

نستنتج من هذا كلّه بأن طريقة التربية هي السبب الأساسي لمثل هذه المشاكل التي تواجه الأُسرة كالكذب والسرقة غالباً.

لذلك فإن التربية المعتدلة وغير المتسلّطة من أهم أساسيات التربية الصحيحة لطفلك الّتي تمنع مثل هذه العادات من التطور وتصبح جزءاً من شخصيتهم.